المُرتَحِلون والساكنون خوفاً
قضى عمره ساكناً، خائفاً من المجهول،متردداً فى اتخاذ القرارات، يهاب التغيير و يتساءل بلا توقف لماذا أنا. ظل يسوف حتى اعتاد مرور و فرار الفرص و تملص الأحداث الهامة، و نسى وسط تلك الوساوس أن يحيا. تمرس فى أن يثقل كاهل الآخر الحالم، المفعم بالفن و الحب و الحياة بانتقادات لاذعة لكل ما يقوم به وصلت إلى حد الاستهانة بما يحقق و السخرية منه، حتى تمكن من إخراج أسوأ ما فى الحالم و فقد حتى احتمالية وجود أرض مشتركة تجمعهما. من السذاجة تصنيف البشر إلى بضع أنواع جامدة الأطر، حيث أن السمة الأساسية بيننا جميعاً هى الاختلاف و التباين فى الصور و البنيان و الأذواق، و الأفكار، و المشاعر و درجة رهافة الحس ، و البصيرة … إلخ، لذلك لا أؤمن بالتصنيفات الجامدة، و أرى أن كل نوع يحمل تفاوتاً داخلياً يجعل من العسير وضع تصنيفات متحجرة تحاول قولبة البشر بلىِّ الذراع. لذلك، سأتحدث فقط عن نوعين بعينهما و بشكل عام، لأنهما عجزا عن خلق مساحة مشتركة بينهما على أرض الاختلاف. جانٍ هو ميراث مجتمعاتنا. لا يستطيع أحد أن يشير بأصابع الاتهام إلى شخص بعينه ليتحمل مسؤولية هذا الميراث اللعين من أفكار أدت إلى تخلفنا ليس اقتصا...