حكايات نون مكسورة "القصة الأولى"
لم أكن أتخيل أننى سأصير يوماً من الأيام بطلة مكسورة يروون قصتها لتكون عبرة و عظة لغيرها من النساء فى مجتمعاتنا العليلة. تبدأ حكايتى بأب يمارس فنون القهر على أمى و علينا؛ أنا و أختى التوأم، يستخدم قدمه و يده ببراعة، فينهال علينا ضرباً،و يعينه لسانه، فيبرع فى السباب و الإهانات المستمرة،بالإضافة إلى بخله و مبالغته فى حرماننا من كل شئ،كان يعبد الأشياء عبادة،فاستحالت الحياة معه، و انفصلت أمى عنه قبل فوات الأوان. اجتهدت أمى كثيراً، وكرست حياتها لنحيا معها حياة سوية،بلا عقد،بلا احتياج و بلا إهانة،حيث كانت تعمل مدرسة فى إحدى المدارس العريقة بالإضافة إلى الدروس المسائية، فتخرجت أختى من كلية الهندسة و تخرجت أنا من كلية الصيدلة و تم تعيينى بها أيضاً. لم تحرمنا شيئاً، فالحنان كالنهر، و المأكل و الملبس على أحسن مستوى، والرحلات إلى كل مكان متاح. حتى جاء اليوم المشؤوم،الذى دخل الغراب فيه عشنا فأفسده و حطمنى. عزيز، ابن التاجر الغنى، الذى فرش هو و أهله لى الأرض ذهباً و لم يكتف بالأزهار،تلك الإنقباضة التى أصابت فؤادى فى العمق عندما رأيته للوهلة الأولى، ذلك الإحساس الصادق المجرد ا...