الفن و الحب و متعة الطريق








عندما يصبح الفن رفاهية و الحب صفقة و الطريق يتلخص فى كلمة "الهدف"، تتحول الحياة تلقائياً إلى ماكينة باردة تحتوى على نسخ عديدة من التروس التى تدور فى نفس الاتجاه بلا تدبر أو محاولة للتغيير.
قال لى يوماً أحد الحكماء:
"لقد تربينا على أن هناك دوماً هدفاً يجب الوصول إليه و إن لم تصل إليه فستفشل فى إثبات جدارتك "للآخرين"،و أنك مجبر على إثبات شيئا ما لغيرك وكأن فى أيديهم صك إثبات أحقيتك وقيمتك فى الحياة. فالحياة الحقة هى متعة الرحلة و أنك فى حقيقة الأمر غير مضطر لإثبات أى شئ لأى شخص،فكل يوم يمر تترك أثرا من خلاله و تستمتع بما تفعله  فيه هو يوم مثمر استحقيته و استحق الحياه."
إن المستمسك بممارسة الفن، المتسائل دوما عما يحرمه الآخرون لأنهم لا يمتلكون الإجابات أو يهابونها و يهابون أثرها، المتأمل لكل شئ بداية من أبسطها لأكثرها تعقيدا و تشابكا، إن المحب للمذنب حبه للمصلح و المستمتع بكل ما يفعله بصرف النظر عن آراء الآخرين و ترقبهم لخط النهاية ، لحظة تحقيق "الغاية" المادية ،متغاضين عن المكاسب المعنوية التى يحققها.هو البطل الواقف منتصرا وحوله اختلال الحس الفنى و أشلاء المنطق المنتحر من تمادى التناقض و ازدواج المعايير.
مسكين من أغفل عن "ممارسة الحياة" ، و خدعته العقبات و أوقعته فى شباكها، فغرق فى محاولاته لحماية مستقبل لن يعيشه ، وحاضر أضاعه و خسر ما فيه.


             






Comments

Popular posts from this blog

قبل أن تخدع ذاتك

عن فراشة الريم

المُرتَحِلون والساكنون خوفاً