رسائل إلى رفيقى الغائب.. "ﻷنهم قالوا لى: اكتب!"
فلنتجاوز عن عدد الرسائل و هول الأفكار ولنتحدث قليلا عن الحال وما آل إليه. أتعلم يا رفيقى أن العالم حولنا لا يكف عن الجدال والمناقشات حامية الوطيس حول الكينونة البشرية وعالم المادة والروح، العالم مستعر لا يهدأ له بال، يعى تماماً أن لا شئ يستحق ذلك اليقين الذى يظن البعض أنه قد امتلكه ويتعامل معك بتلك الغطرسة التى منحها هذا اليقين المزيف له. أريدك أن تعلم أن الدنيا ليست بهذا البأس الذى يجعل الناس يتناسون و يتلونون و يتمادون فى النكران حتى يتحول إلى آفة تتحد مع شعيراتهم الدموية و لا يمكن التخلص منها إلا بالموت"هذا أيضا ليس مؤكدا"، ولكن الأمر يكمن فى النفس البشرية وكهوفها المظلمة والدنيا ما هى إلا عامل الإلهاء المتواضع. سيتناسون يا صديقى ما فعلت، دفاعك وصلابتك وتحملك، سيتناسون حتى شخصك وسيتذكرون فقط تلك العاهات التى ورثوها. وحينما يعجزون عن مواجهتك سيتهربون من النظر إلى صورتهم فى مرآة عينك، وستنقلب الآيات عليك و ستكون التوافه هى مدخل الحرب. العالم حولهم فى حراك لا يكف، بينما يقف هؤلاء داخل تلك الحلقة يعيدون مراراً وتكراراً نفس الأخطاء والتصرفات، يفكرون بنفس الطريقة الت...