رَجُل الفتاةِ الأول


هناك دائماً ذلك "الرجل الأول"، الذى يشكل الصورة البكر لدى فتاة بدأت للتو فى التعرف على الفرق بينها و بين الجنس الآخر، و يكون فى أغلب الأحيان،أول رجل تقع عيناها عليه.
لا يعلم الآباء هول المسؤولية التى تقع على عاتقهم تجاه بناتهم، و كم تتحكم الصورة التى يرسلونها فى مصيرهن، كم من الممكن أن يتشوه جنين وعيهن العاطفى، فينمو ليصبح سلسلة من الخيارات البائسة التى يكتب لها الفشل حتى و إن اكتملت صورياً أمام الناس.
قد تتحول فتاة تشهد يومياً سوء معاملة أبيها لأمها إلى شخصية  مازوخية، تتلذذ بالأذى الذى يقع عليها فتنحسر خياراتها فى الذكور الساديين لتدخل فى دائرة من المآسى تدمر بها نفسها ذاتياً.
و ليس بالضرورة أن يكون الأذى مادياً و بدنياً بشكل مباشر،.فالإهمال أذى، و التجاهل أذى، و التقاعس أذى، و اللامبالاة أذى، و سوء الذكر أذى، و معاملة الأم على أنها كائن دونى أذى،و الخيانة أذى، كل ذلك يترجم إلى ألم بدنى و أمراض تفتك بالأم فى نهاية الأمر،وتدمر الفتاة،لأن استسلام الأم  و تقبلها لدور الضحية يزيد من الأمر سوءاً.
وإن لم تتحول الفتاة إلى المازوخية فربما تنجرف إلى الجانب الآخر من التطرف، فتخنق أنوثتها التى تمثل لها نقطة الضعف التى من خلالها تتعرض للأذى أو تتحول إلى تلك الفتاة التى تبدو طبيعية للغاية، مازالت تحلم بحب صادق و رجل يمحو آثار تلك الصورة البغيضة من مخيلتها، فتنجرف خلف شخص لأنه يملك "صفة" ما تخالف أخرى تمقتها فى أبيها، فتغفل عن عيوبه الأخرى التى قد تكون أسوأ بمراحل،فنقع فى الفخ مراراً و تكراراً ،ذلك إن استطاعت أن تخلص نفسها فى كل مرة من هذا المأزق.
لا تتعامل مع طفلتك بمبدأ "مازالت طفلة و لا تفهم مايجرى"، لأنك ستفاجأ بها عندما تكبر و هى تروى لك تفاصيل حدث ما مر عليها و هى فى الرابعة من العمر.
لاتتعامل مع براعم "الوجدان" و "العاطفة"، باستخفاف،فالأمر ليس مبزحة وإنما هى عملية بناء و غرس معقدة للغاية تحتاج إلى شعورك بحجم المسؤولية و سلامتك النفسية قبل أى شئ.

دينا الدخس



Comments

Popular posts from this blog

قبل أن تخدع ذاتك

عن فراشة الريم

المُرتَحِلون والساكنون خوفاً