Posts

قبل أن تخدع ذاتك

Image
بين الفينة والأخرى ، أصاب بالإحباط كحال كل من يحاول أن يحدث تغييراً ، أن يبدع و ينفث الريح  فى المياه الراكده علها تكشف عما يختبئ أسفلها. تعودت أن أتصادم بشكل مستمر مع أفكارى و ألا أتشبث بقناعة ما طوال الوقت،فالهدف هو تحرى الصواب لا التمسك بفكرة ما من باب العند والكبر، لذلك يعمل عقلى بشكل مستمر حتى يجهد تماماً و يتوقف فجأة! وبما أننى لا أستسلم عادة لحالة الركود تلك قررت أن أكتب ثانية و أن أقوم برمى الجمرات على تلك البالوعات علّها تنغلق، لأن عملية تطهيرها تبدو كمهمة مستحيلة إن لم يتكاتف الجميع و بما أن الجمع قد اتفق على التناحر و وضع الأقفال الصدئة على العقول، إذن فلنحاول أن نقوم بخنق تلك البالوعات بأكبر عدد ممكن من الجمرات. لقد أثبت ؛على مدار الأعوام التى تواجدت فيها على البسيطة، فشلى فى خداع الذات و الذى يقوم به الكثيرون بمنتهى الاحتراف حتى يبلغ بهم الأمر إلى تصديق تلك الخدعة بل و ينغمسون فيها حتى تتحول إلى حقيقة. لم أتمكن من التأقلم، واستأنفت رحلة التصادم حتى اللحظة التى أخط فيها تلك الكلمات، كما اكتسبت الشجاعة كى أعبر عن ذاتى فأعترف بأننى شخص انطوائى، حتى وإن بدا...

المُرتَحِلون والساكنون خوفاً

Image
قضى عمره ساكناً، خائفاً من المجهول،متردداً فى اتخاذ القرارات، يهاب التغيير و يتساءل بلا توقف لماذا أنا. ظل يسوف حتى اعتاد مرور و فرار الفرص و تملص الأحداث الهامة، و نسى وسط تلك الوساوس أن يحيا. تمرس فى أن يثقل كاهل الآخر الحالم، المفعم بالفن و الحب و الحياة بانتقادات لاذعة لكل ما يقوم به وصلت إلى حد الاستهانة بما يحقق و السخرية منه، حتى تمكن من إخراج أسوأ ما فى الحالم و فقد حتى احتمالية وجود أرض مشتركة تجمعهما. من السذاجة تصنيف البشر إلى بضع أنواع جامدة الأطر، حيث أن السمة الأساسية بيننا جميعاً هى الاختلاف و التباين فى الصور و البنيان و الأذواق، و الأفكار، و المشاعر و درجة رهافة الحس ، و البصيرة … إلخ، لذلك لا أؤمن بالتصنيفات الجامدة، و أرى أن كل نوع يحمل تفاوتاً داخلياً يجعل من العسير وضع تصنيفات متحجرة تحاول قولبة البشر بلىِّ الذراع. لذلك، سأتحدث فقط عن نوعين بعينهما و بشكل عام، لأنهما عجزا عن خلق مساحة مشتركة بينهما على أرض الاختلاف. جانٍ هو ميراث مجتمعاتنا. لا يستطيع أحد أن يشير بأصابع الاتهام إلى شخص بعينه ليتحمل مسؤولية هذا الميراث اللعين من أفكار أدت إلى تخلفنا ليس اقتصا...

عن ميراثنا اللعين!!

Image
سعى طويلاً طامحاً فى العثور على مخرج من هذا المأزق الذى لا يرتحل، على خلاص من هذا الميراث اللعين.  جد فى بحثه آملاً فى التنصل منه و لكنه أصر على التمسك بتلابيب حياته جاذباً إياها  نحو مركز الآبار المظلمة. مسؤولية تربية طفل مهمة غاية فى الخطورة، لا تقل أهمية عن قيادة دولة. مبالغة؟؟ لا أظن. لأنك من خلالها تشارك فى بناء حضارة أو تدميرها، تشارك فى بناء "إنسان" و ما أصعبه بناء. أن تبدأ فى رى تلك البذرة الصغيرة و إمدادها بالعناصر التى تحتاج إليها لتنمو وتصبح نباتاً صحيحاً،تحتاج منك أن تعرف أولاً، ماذا تحتاج إليه حقاً،أن تجد الإجابة على ذاك السؤال الذى أتعجب كثيراً تجاهل أغلبية البشر له... هل أمتلك الأهلية لتلك المهمة الشاقة؟؟ كيف أتجنب رى تلك البذرة بالأمراض النفسية و الشروخ و العقد التى تعوِّث نفسى ، التى تصول و تجول فتسلبنى المصداقية، سلامة الرؤية، المثل و القيم.  كيف أحميها من الجانب المظلم الذى تركته يتحكم بى، فملأ نفسى عنداً و أفسد فطرتى السليمة. كيف أتجنب أن أتحول إلى مجرم يخرج للمجتمع نبتة مشوهة. الطفل يميل إلى التقليد أكثر من تنفيذ الأوامر و ال...

عندما صرخ الجسد

Image
1-   بوابة الخلاص طالما رفضت الإيمان بفكرة الصدفة و عبثية الكون التى يحاول البعض إقناع البعض الآخر بها،فالدقة التى خلق عليها الكون تتنافى تماما مع فكرة العبثية و بالتأكيد الصدفة. فلكل حدث هدف و كل شخص نتعثر به خلال رحلتنا يظهر لهدف و ليس صدفة نشأت من عدم بلا مبرر.لذلك.....أرادت أن تصدق أنه ظهر لها كى يعيد عليها أمل قد تلاشى، وأده البشر داخل فؤادها المزدحم بندوت جراح التأمت على أوجاعها.أمل يحوى ممكنا جديدا، وجود شخص من هذا الجنس الأنانى يمكن الوثوق به، حبه، مصارحته، و الاتكال عليه دون مخططات و ادعاءات مرهقة،تبتبلع طعوم الحياة لتحيلها مسخا بلا هوية. ظهر كبوابة أمل، طاقة من نور تجلى فأنجلى به الطريق و انقشع فى حضرته بعض الظلام الذى تغوص فيه بلا منقذ. ربما أحبت فكرته المميزة، ربما أسقطت عليه كل آمالها و خيباتها و أرادت أن تجعله العين الجديدة التى تطل منها على مستقبل غير الحاضر الذى علقت فيه. رأته على أحد مواقع التواصل الافتراضى، لم يكن يعرفه أحد و لكنها من نبرة صوته آمنت بغده المشرق، آمنت بثراء شخصيته و روحه حتى قبل أن تعرف شيئا عنه، و عندما بحثت تأكدت أنها أصابت. رجل يبح...

رَجُل الفتاةِ الأول

Image
هناك دائماً ذلك "الرجل الأول"، الذى يشكل الصورة البكر لدى فتاة بدأت للتو فى التعرف على الفرق بينها و بين الجنس الآخر، و يكون فى أغلب الأحيان،أول رجل تقع عيناها عليه. لا يعلم الآباء هول المسؤولية التى تقع على عاتقهم تجاه بناتهم، و كم تتحكم الصورة التى يرسلونها فى مصيرهن، كم من الممكن أن يتشوه جنين وعيهن العاطفى، فينمو ليصبح سلسلة من الخيارات البائسة التى يكتب لها الفشل حتى و إن اكتملت صورياً أمام الناس. قد تتحول فتاة تشهد يومياً سوء معاملة أبيها لأمها إلى شخصية  مازوخية، تتلذذ بالأذى الذى يقع عليها فتنحسر خياراتها فى الذكور الساديين لتدخل فى دائرة من المآسى تدمر بها نفسها ذاتياً. و ليس بالضرورة أن يكون الأذى مادياً و بدنياً بشكل مباشر،.فالإهمال أذى، و التجاهل أذى، و التقاعس أذى، و اللامبالاة أذى، و سوء الذكر أذى، و معاملة الأم على أنها كائن دونى أذى،و الخيانة أذى، كل ذلك يترجم إلى ألم بدنى و أمراض تفتك بالأم فى نهاية الأمر،وتدمر الفتاة،لأن استسلام الأم  و تقبلها لدور الضحية يزيد من الأمر سوءاً. وإن لم تتحول الفتاة إلى المازوخية فربما تنجرف إلى الجانب الآخر من الت...

رسائل إلى رفيقى الغائب " ﻷنهم قالوا لى: اكتب!"

Image
فلنتجاوز عن عدد الرسائل و هول الأفكار و لنتحدث قليلا عن الحال و ما آل إليه . أتعلم يا رفيقى أن العالم حولنا لا يكف عن الجدال و المناقشات حامية الوطيس حول الكينونة البشرية و عالم المادة و الروح ، العالم مستعر لا يهدأ له بال، يعى تماماً أن لا شئ يستحق ذلك اليقين الذى يظن البعض أنه قد امتلكه و يتعامل معك بتلك الغطرسة التى منحها هذا اليقين المزيف له . أريدك أن تعلم أن الدنيا ليست بهذا البأس الذى يجعل الناس يتناسون و يتلونون و يتمادون   فى النكران حتى يتحول إلى آفة تتحد مع شعيراتهم الدموية و لا يمكن التخلص منها إلا بالموت"هذا أيضا ليس مؤكدا" ،و لكن الأمر يكمن فى النفس البشرية و كهوفها المظلمة و الدنيا ما هى إلا عامل الإلهاء المتواضع . سيتناسون يا صديقى ما فعلت، دفاعك و صلابتك و تحملك، سيتناسون حتى شخصك و سيتذكرون فقط تلك العاهات التى ورثوها. و حينما يعجزون عن مواجهتك سيتهربون من النظر إلى صورتهم فى مرآة عينك، و ستنقلب الآيات عليك و ستكون التوافه هى مدخل الحرب . العالم حولهم فى حراك لا يكف، بينما يقف هؤلاء داخل تلك الحلقة يعيدون مراراً و تكراراً نفس الأخطاء و التصرفات، ...