Posts

Showing posts from May, 2018

عن ميراثنا اللعين!!

Image
سعى طويلاً طامحاً فى العثور على مخرج من هذا المأزق الذى لا يرتحل، على خلاص من هذا الميراث اللعين.  جد فى بحثه آملاً فى التنصل منه و لكنه أصر على التمسك بتلابيب حياته جاذباً إياها  نحو مركز الآبار المظلمة. مسؤولية تربية طفل مهمة غاية فى الخطورة، لا تقل أهمية عن قيادة دولة. مبالغة؟؟ لا أظن. لأنك من خلالها تشارك فى بناء حضارة أو تدميرها، تشارك فى بناء "إنسان" و ما أصعبه بناء. أن تبدأ فى رى تلك البذرة الصغيرة و إمدادها بالعناصر التى تحتاج إليها لتنمو وتصبح نباتاً صحيحاً،تحتاج منك أن تعرف أولاً، ماذا تحتاج إليه حقاً،أن تجد الإجابة على ذاك السؤال الذى أتعجب كثيراً تجاهل أغلبية البشر له... هل أمتلك الأهلية لتلك المهمة الشاقة؟؟ كيف أتجنب رى تلك البذرة بالأمراض النفسية و الشروخ و العقد التى تعوِّث نفسى ، التى تصول و تجول فتسلبنى المصداقية، سلامة الرؤية، المثل و القيم.  كيف أحميها من الجانب المظلم الذى تركته يتحكم بى، فملأ نفسى عنداً و أفسد فطرتى السليمة. كيف أتجنب أن أتحول إلى مجرم يخرج للمجتمع نبتة مشوهة. الطفل يميل إلى التقليد أكثر من تنفيذ الأوامر و ال...

عندما صرخ الجسد

Image
1-   بوابة الخلاص طالما رفضت الإيمان بفكرة الصدفة و عبثية الكون التى يحاول البعض إقناع البعض الآخر بها،فالدقة التى خلق عليها الكون تتنافى تماما مع فكرة العبثية و بالتأكيد الصدفة. فلكل حدث هدف و كل شخص نتعثر به خلال رحلتنا يظهر لهدف و ليس صدفة نشأت من عدم بلا مبرر.لذلك.....أرادت أن تصدق أنه ظهر لها كى يعيد عليها أمل قد تلاشى، وأده البشر داخل فؤادها المزدحم بندوت جراح التأمت على أوجاعها.أمل يحوى ممكنا جديدا، وجود شخص من هذا الجنس الأنانى يمكن الوثوق به، حبه، مصارحته، و الاتكال عليه دون مخططات و ادعاءات مرهقة،تبتبلع طعوم الحياة لتحيلها مسخا بلا هوية. ظهر كبوابة أمل، طاقة من نور تجلى فأنجلى به الطريق و انقشع فى حضرته بعض الظلام الذى تغوص فيه بلا منقذ. ربما أحبت فكرته المميزة، ربما أسقطت عليه كل آمالها و خيباتها و أرادت أن تجعله العين الجديدة التى تطل منها على مستقبل غير الحاضر الذى علقت فيه. رأته على أحد مواقع التواصل الافتراضى، لم يكن يعرفه أحد و لكنها من نبرة صوته آمنت بغده المشرق، آمنت بثراء شخصيته و روحه حتى قبل أن تعرف شيئا عنه، و عندما بحثت تأكدت أنها أصابت. رجل يبح...

رَجُل الفتاةِ الأول

Image
هناك دائماً ذلك "الرجل الأول"، الذى يشكل الصورة البكر لدى فتاة بدأت للتو فى التعرف على الفرق بينها و بين الجنس الآخر، و يكون فى أغلب الأحيان،أول رجل تقع عيناها عليه. لا يعلم الآباء هول المسؤولية التى تقع على عاتقهم تجاه بناتهم، و كم تتحكم الصورة التى يرسلونها فى مصيرهن، كم من الممكن أن يتشوه جنين وعيهن العاطفى، فينمو ليصبح سلسلة من الخيارات البائسة التى يكتب لها الفشل حتى و إن اكتملت صورياً أمام الناس. قد تتحول فتاة تشهد يومياً سوء معاملة أبيها لأمها إلى شخصية  مازوخية، تتلذذ بالأذى الذى يقع عليها فتنحسر خياراتها فى الذكور الساديين لتدخل فى دائرة من المآسى تدمر بها نفسها ذاتياً. و ليس بالضرورة أن يكون الأذى مادياً و بدنياً بشكل مباشر،.فالإهمال أذى، و التجاهل أذى، و التقاعس أذى، و اللامبالاة أذى، و سوء الذكر أذى، و معاملة الأم على أنها كائن دونى أذى،و الخيانة أذى، كل ذلك يترجم إلى ألم بدنى و أمراض تفتك بالأم فى نهاية الأمر،وتدمر الفتاة،لأن استسلام الأم  و تقبلها لدور الضحية يزيد من الأمر سوءاً. وإن لم تتحول الفتاة إلى المازوخية فربما تنجرف إلى الجانب الآخر من الت...

رسائل إلى رفيقى الغائب " ﻷنهم قالوا لى: اكتب!"

Image
فلنتجاوز عن عدد الرسائل و هول الأفكار و لنتحدث قليلا عن الحال و ما آل إليه . أتعلم يا رفيقى أن العالم حولنا لا يكف عن الجدال و المناقشات حامية الوطيس حول الكينونة البشرية و عالم المادة و الروح ، العالم مستعر لا يهدأ له بال، يعى تماماً أن لا شئ يستحق ذلك اليقين الذى يظن البعض أنه قد امتلكه و يتعامل معك بتلك الغطرسة التى منحها هذا اليقين المزيف له . أريدك أن تعلم أن الدنيا ليست بهذا البأس الذى يجعل الناس يتناسون و يتلونون و يتمادون   فى النكران حتى يتحول إلى آفة تتحد مع شعيراتهم الدموية و لا يمكن التخلص منها إلا بالموت"هذا أيضا ليس مؤكدا" ،و لكن الأمر يكمن فى النفس البشرية و كهوفها المظلمة و الدنيا ما هى إلا عامل الإلهاء المتواضع . سيتناسون يا صديقى ما فعلت، دفاعك و صلابتك و تحملك، سيتناسون حتى شخصك و سيتذكرون فقط تلك العاهات التى ورثوها. و حينما يعجزون عن مواجهتك سيتهربون من النظر إلى صورتهم فى مرآة عينك، و ستنقلب الآيات عليك و ستكون التوافه هى مدخل الحرب . العالم حولهم فى حراك لا يكف، بينما يقف هؤلاء داخل تلك الحلقة يعيدون مراراً و تكراراً نفس الأخطاء و التصرفات، ...

جحود ليل و عذابات صباح

Image
جن الليل فتبدأ رحلة الصراع تلك بين عقل تسرى الذبذبات النشطة فيه طليقة ، نافرة بلا قيود تلجمها أو ربان يسيطر  عليها و روح تعبة أرهقتها مسرحية البشر خلال النهار. يتقلب ذلك الجسد يميناً و يساراً يحاول  جذب تلك النفس المنهكة نحو نوم عميق و ما أن توشك تلك المحاولات على النجاح و يبدأ الأديم فى الانفصال عن الشعور ، ينتبه العقل فجأة لتلك المؤامرة و ينير تلك الكشافات الضئيلة الحجم، الهائلة العدد، لتبدأ رحلة العذاب من جديد.   نوم، ليس بنوم، و أحلام  هاربة لا تأتى و لا ترتحل، الوقوف بين بين، التعلق بين عالمين فى منطقة لا تمت لثكنة الأحلام بصلة. عذابات  ليلٍ تترك آثارها فى الصباح، مع صفارة الحكم التى تعلن الوصول إلى نفس النقطة السابقة من ذات الدائرة اللعينة.   تنفتح نافذتى هذا الجسد المضنى ببطء من أعياه السهر.لم يصل الشعور بعد إليه، مازال تحت أثر الخدار، تطول مدة انتظار وصول الإحساس، و لكن النفس المتعبة ماعاد يقلقها أمر كهذا، بل تتمنى أن يطول الوقت كيف يشاء، لا تريد أن تشعر بدفقات الدماء داخل العروق، لا تريد أن تشعر بتلك الآلام التى تنتعش مع أولى لحظات ال...

المُنقِذ الذى ينتظر الخلاص

Image
أدركت فجأة أن كل شئ قد خالف ما عهدت أو هكذا أظن. غفلة خدعتنى و عدت منها إلى واقع لم ألحظ كم تغير. أمسكت بنفسى متلبسة بتجنب النظر  إلى روحى فى المرآة حتى و أنا أنظر مباشرة إلىِّ، لأننى عندما  أمعنت النظر و دققت  فى ملامحى محاولة النفاذ إلى دفائن روحى لم أتذكر كيف كنت منذ عام و كأن كل ما مر حلم سحيق ابتلعته طيات الزمن وثناياه، و عدت أفكر من جديد، لقد أصبحت الذكرى غائمة و أنا لا أزال  على قيد هذه الحياة ، على متن القطار ذاته فلابد لأننى أمتلك ذكرى بعيدة،عتيقة، ذكرى روحى الأصيلة التى ذابت و هى تنتقل من عالم إلى آخر. وقفت للمرة الأخيرة، أتلمس وجهى، أنظر إلى نافذتىِّ بتركيز صياد يحاول أن يصيب الهدف و تعجبت داخلى الأنثى التى نضجت، و الصغيرة القابعة فى الظلام تقفز تريد أن تمرح، تحاول أن تلفت نظرى، فأسكتها و أنا أحدث نفسى ، أمهلينى صغيرتى بعض الوقت لأتامل تلك الفتاة التى كسرت حاجزاً جديداً. عندما يمد إليِّ الغريق يداً لأمسك بها و أسحبه من الرمال التى غاص فيها و كادت أن تبتلعه، عندما ينظر إلى كمخلصه و منقذه، لا أتردد و لكن حوارى مع ذاتى لا يتوقف. ترى هل يعلم و أنا ...

من أجل روحك

Image
عندما ينطفئ ذلك النبراس، فتصحب الظلمة المتفشية تعثر دخول الهواء ليملأ رئتيك، تكرر المحاولة ، فيزداد الألم الناخر فى عظام صدرك و لا تمتلئ رئتاك. يرى بعض معلمى اليوجا أن روحك هى النفس الذى تنظمه ولوجاً و رحيلاً، فبإنقطاع النفس، يصير جسدك بلا حياة، لأن الروح قد فارقته أخيراً لتعود حرة من جديد إلى برزخها الأصلى بلا جسد طينى يقيدها ثقله و علاته. عندما انطفأ هذا النبراس، بفعل ما و من حولك، و رغم إدراكك لتلك العلة التى أصابتك و جديتك فى البحث عن علاج لها، لا يتغير شئ، تستمر الظلمة و كأن كل محاولاتك ذهبت أدراج الرياح ،و تبعثرت فى أرجاء الكون ، كأنها يوماً لم تكن. ذلك لأنك تحاول الشفاء من العلة فى نفس المحيط الذى أصابك بها. كى تشفى لابد لك من الرحيل و لو مؤقتاً، و لكنك يجب أن ترحل، يجب أن تتخلص من تلك الأثقال التى تجذبك لأسفل بينما تحاول أنت التحليق. عندما يتملك اليأس من الإنسان و يستشرى التخبط فى جنباته يصبح من العسير أن يرى بوضوح، فيحطم العجز ما تبقى له من جلد و بأس، فيبدأ عقله الباطن فى نسج شباك الخديعة الكبرى و يقنعه بأن من كان و مازال السبب فى معاناته هو طوق جناته الوحيد ...